ماذا يعني أن المسيح مات من أجلنا؟
ومات من أجل خطايانا ؟ ولماذا يجب أن نؤمن به كي ندخل السماء؟
عندما خلق الله آدم وحواء قال لهم: "وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ" تك ٢ : ١٧
وقال أيضاً في أيات أخرى "اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ." حز ١٨ : ٤ و "أجرة الخطيئة هي موت" رو ٦ :٢٣
لماذا نموت؟ لأن الخطيئة تفصلنا عن الله كما يقول الكتاب في اشعياء ٥٩: " آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ".
فالله هو معطي الحياة، فإذا بعدنا عن معطي الحياة نموت. الذي يكسر وصايا الله يموت وسيدان. مثل القاضي الأرضي عندما يأتي أحد في جريمة قتل سيدينه بعدل حسب جريمته ويدخله السجن!
فكيف الله الذي هو كلي العدل . ولكن بما أن الله أيضاً رحيم فسمح في العهد القديم للإنسان أن يقدم ذبيحة كي لا يموت ويعطي الإنسان الذبيحة للكاهن ويحرقها عن خطية ذلك الإنسان!
كما جاء في صفر اللاويين ٦:٦ "يَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ: كَبْشًا صَحِيحًا مِنَ الْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ، ذَبِيحَةَ إِثْمٍ إِلَى الْكَاهِنِ. فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَيُصْفَحُ عَنْهُ فِي الشَّيْءِ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَهُ مُذْنِبًا بِهِ."
ولكن بما إن هذه الذبائح محدودة وخطايا الإنسان كثيرة، كان لابد من أن يكون هنالك ذبيحة غير محدودة وتغفر خطايا الناس مرة واحدة وذبيحة بدون خطيئة أو عيب لكي تكون ذبيحة كاملة لمغفرة خطايانا.
فمن هو الغير محدود وبلا خطيئة؟ هذه الصفات لا تليق بأي إنسان إلا الله وحده.
فمن محبة ربنا إلى البشر ورحمته تجسد الله وأخد صورة انسان وقدم نفسه ذبيحة للعالم كله على الصليب لغفران خطايا العالم. "لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ". (عبرانيين ٧: ٢٦ - ٢٧)
على الصليب الله بين صفاته أنه إله كلي العدل وكلي الرحمة في نفس الوقت. إذا متنا بسبب خطايانا فسيكون الله كلي العدل وليس كلي الرحمة. وإذا سامحنا بدون أن يعاقب خطايانا فسيكون إله كلي الرحمة ولكن ليس كلي العدل.
فعلى الصليب أثبت الله أنه كلي العدل عندما عاقب الخطيئة بالموت وأثبت أيضاً أنه كلي الرحمة لأنه مات عوضاً عنا.
فبدل أن نموت نحن بسبب خطايانا المسيح مات من أجلنا لكي يعطينا حياة أبدية معه في السماء.
فماذا يجب أن نفعل لنخلص؟ أن نعيش لأجله ونؤمن به ونلجأ إليه. "وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ... إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا." ٢ كور ٥ : ١٥ - ١٧ .